نفوذ الوضعية النفسية على الصلة الحميمة للزوجين
– تلعب الموقف النفسية دورًا عظيمًا في حياة الزوجين، فكلما كانت حالتهما النفسية مستقرة متى ما كانت حياتهما الزوجية أمثل.
كما تدع تأثيرا الضغوط النفسية على الرابطة العاطفية بين الزوجين والحميمية خصوصًا، فالهموم، والتفكير المرتفع التكلفة بمشاكل الحياة، وضغوط المجهود، والضائقة المالية، والتعب الجسدي والإرهاق جميعها عوامل تنع** سلبًا على مزاج الإنسان وهمته ونشاطه المسألة الذي يؤدي إلى التأثير على صوب سلبي في الصلة الحميمية.
ويفضي التوتر والإجهاد إلى تراجع الرغبة الجنسية، وغياب الرضا الجنسي، والامتناع عن إعتياد تأدية العلاقة الحميمة، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى الانفصال النفسي والروحي بين الزوجين.
تشتكي “ميادة” وهي شابة في الثلاثين من وجودها في الكوكب من التوتر الذي تعيشه بسبب كثرة الواجبات الملقاة على عاتقها، فهي امرأة عاملة وأم لطفلين، وقد أدت الضغوط التي تعيشها خارج المنزل وداخله إلى نفورها من الرابطة الحميمية، الأمر الذي ترك أثرًا سلبيًا على علاقتها مع زوجها، وبدأت الفجوة بينهما تزداد يومًا يوم يوم بعد يوم.
وتتساءل ميادة عن سبل التحكم بالتوتر الملازم للضغوطات الحياتية، لتفادي تأثيره على وجودها في الدنيا الجنسية، كما تطلب إسداء تعليمات للمرأة العاملة تساعدها على تحقيق التوازن في وجودها في الدنيا وإنجاح علاقتها الزوجية بما فيها الجنسية.
موقع الحل وجه أسئلة ميادة للدكتور “بسام عويل” وهو اختصاصي بعلم النفس العيادي والصحة النفسية، وعلم النفس الجنسي والصحة الجنسية، ويعمل بمنصب بروفيسور أكاديمي في الجامعات البولندية منذ بنحو 23 سنة، كما له ما يقارب مئة مقالة علمية وفصول في كتب باللغات البولندية والعربية والروسية والإنكليزية، بالفضلا على ذاك 13 كتابًا كان أجدد شخص منها “علم النفس الجنسي العيادي”.
الدكتور بسام عويل صاحب موقع “بسام عويل للاستشارات النفسية والجنسية المأجورة أونلاين” على الفيس بوك
الدكتور بسام عويل صاحب موقع “بسام عويل للاستشارات النفسية والجنسية المأجورة أونلاين” على الفيس بوك
يؤكد د. عويل أن الإجهاد والتعب، والنظام الغذائي غير الصحي، وعدم تأدية التمرينات الرياضية، كلها عوامل يؤدي تراكمها نتيجة لـ وجود نسبة كبيرة جدا من المشكلات والاضطرابات الجنسية، وذلك لكونها تفقدنا التوازن الجسمي النفسي، وتجعلنا نستنفذ قوانا.
ووفقًا لـ “علم الجنس العيادي” فإن الصلة بين الإجهاد وأدائنا لوظائفنا الجنسية زاخرة ومعقدة ومعكوسة أيضًا.
إذ كما أن الإجهاد يُتدهور من أدائنا الجنسي، فإن التوتر الجنسي يمكنه أن يكون مرهقًا جدًا للشخص، وقد يؤدي للإصابة بالاكتئاب ومرض القرحة الهضمية وغيرها.
ويلجأ العديد من الأفراد لتعويض مشكلاتهم الجنسية والعاطفية عبر نجاحاتهم المهنية وإثبات كفاءتهم، على أن يجدوا أن حياتهم الجنسية صرت منسية.
ويشرح د.عويل الطرق وأساليب الجهد ذاتية التنظيم التي يمتلكها جسم الإنسان، فإذا ما أنفق جسمنا الطاقة بشكل كبير على يسير من الإجراءات، على سبيل المثال على ذاك في الشغل، فإنه يستبعد مجالات النشاط التي قد تنطوي على إنفاق الطاقة في عبء متفاوت، وخصوصًا في ممارسة الجنس الذي يتطلب أداؤه طاقة هائلة، وهو ما يجعل الشهوة الجنسية تنزل والحاجة الجنسية تضعف.
إلا أن في حالات أخرى، وبالعودة لخصائص البنية النفسية العصبية والجسمانية للشخصيات، قد يفضي الإجهاد النفسي الناشئ عن ضغوط الحياة عند عدد مقيد من الأشخاص إلى زيادة الشهوة الجنسية يملكون “الليبدو”، ومن ثم ارتفاع منسوب الحاجة الجنسية، ولذا بع** الآخرين الذين يعانون ندرةًا صارمًا في هذه الاحتياجات.
ويختلق عوامل د.عويل ذاك بأننا كبشر متمايزون تبعًا لكثير من الخصائص والعوامل، كما أننا نتصرف على باتجاه متباين في لقاء الضغوطات والتوتر.
فالبعض كلما يكون لديهم مشاكل في الحياة أو الشغل تمر طاقتهم نجدهم يستجيبون بردود إجراء تتسم باللامبالاة حتّى تصل لحد النفور من ممارسة الجنس. بينما يحاول آخرون تخفيف التوتر عن طريق إفراغ حاجاتهم الجنسية على صوب أكثر حدة من المعتاد.
وبحسب د. عويل فإن زيادة عن 1/4 مراجعيه في العيادة يعترفون بأن إرهاقهم وإجهادهم في الجهد والتفكير فيه يعطل حياتهم الجنسية على صوب جدي وضخم.
ويفسر ذلك بأن الإجهاد يقصر طول الغبطة الجنسية، كما أن الواجبات المهنية تصبح عذرًا وحجة نقنع بها أنفسنا للابتعاد عن إعتياد تأدية الجنس، ومن ثم نتوه في دائرة مقفولة، فكلما أجهدنا أنفسنا بمزيد من العمل، متى ما انخفضت غريزتنا وحاجتنا الجنسية، وهكذا يزداد العجز الجنسي، وتكثر الشكاوى من مشاكل الانتصاب عند الرجال، وانخفاض الرغبة الجنسية عند الحريم.
طرق تساند على التحكم بالتوتر لتفادي تأثيره على الحياة الجنسية:
يؤكد د. عويل أنه من المهم جدًا الحصول على المؤازرة النفسي والاجتماعي لمواجهة الإجهاد الناتج عن الحياة والعمل.
ويرى بأن أرقى مؤازرة هو الذي يأتي من قبل الشريك القادر على تفهم آليات تأثير الإجهاد على الأداء الجنسي للشريكة، ويساعدها على التغلب بالأعلى بواسطة عدم الإزادة في الضغط أو رعاية ملفها المسؤولية عن ضعف العلاقة الحميمية وبرود الصلة الجنسية.
ويتم هذا الدعم بواسطة البدء في الحوار عن المتشكلة بغطاء وافر من اللباقة والجلَد والحنان والانفتاح بنفس الزمن، إذ أن محض تأكد المرأة من موافقة شريكها لها وتفهمه وحبه، يجعلها بحال نفسي وعاطفي أفضل بأسلوب أكثر ومن المحتمل أن يؤدي ذاك إلى تحسين أدائها، كما أن شعورها بجانب شريكها منها يجعلها أكثر حصانة في محفل الإجهاد والصعوبات التي يتعين فوق منها مواجهتها في العمل والحياة، وأكثر قربًا منه في الرابطة الحميمية.
وإضافة لذلك يؤكد علماء الجنس والعلاج النفسي على أهمية تأدية التمرينات الرياضية وتمارين السكون والسُّكون، ويُأفضلية القيام بهذا مع الشريك، الأمر الذي يساهم بالحفاظ على العلاقة العاطفية بصحبته في طقس يتيح بالإبقاء على الثقة والمرح وروح الدعابة.
إرشادات للمرأة العاملة تساعد على تقصي التوازن في وجودها في الدنيا وإنجاح علاقتها الزوجية بما فيها الجنسية:
في اليوم التالي ليوم غد عمل متعب، والقيام بالواجبات المنزلية من رعاية الأطفال والعديد من الموضوعات اليومية الأخرى، من المحتمل تشعر المرأة بالحاجة إلى الغوص أدنى الأغطية والنوم لتستطيع الاستيقاظ في اليوم القادم مجدداً للعمل.
سوى أنها في نفس الوقت تشعر بعدم الراحة لعدم منحها لزوجها اهتمامًا، ولعدم مشاركته الصلة الحميمية التي ينتظرها منها.
وهو ما يؤدي بها إلى حلقة مفرغة، فالعمل والواجبات تجعلها غير راغبة في إعتياد تأدية الجنس، بل ندرة الجنس يجعلها معكرة المزاج أفضليةًا عن تأنيب الوجدان اتجاه شريكها.
ويرى د.عويل أن قائمة منافع الصلة الحميمية طويلة بالقدر الذي غير محتمل مقارنتها بالتهرب منه، فهو يساعد على:
ـ إعلاء المزاج: أثناء الجماع يرتفع درجة ومعيار الاندورفين، الذي يطلق عليه هرمون السعادة، بشكل كبير.
ـ إطالة الشباب: إن إعتياد التأدية الجنسية المنتظمة تساعد على إطالة الشباب بإجراء إنتاج هرمون dhea، والذي يدعم إرجاء الشيخوخة، ويحمي من هشاشة العظام، كما يؤثر على تطبيق الذاكرة، وإمداد الجلد بالدم، الموضوع الذي يحسن بشكل كبير من منظمة خارجية البشرة وحيويتها.
ـ الشعور بالراحة: إذ أن إعتياد تأدية الجنس تعتبر من أسمى المساجات التي تساعد على الشعور بالراحة بعدها.
ـ تقوية الصلة العاطفية: إن التقارب الجنسي الحميمي يقوي الرابطة العاطفية بين الشريكين ويبعد شبح الانفصال.
ويقدم نصح د.عويل الفتيات العاملات بالاهتمام بساعات النوم التي تفيهن حقهن بالراحة.
فقد ثبت علميًا أن قلة النوم الناتجة عن الإجهاد تعزز السمنة وأمراض القلب والسكري، كما أنها تحد من معدّل الهرمونات الأندروجينية المسؤولة عن الرغبة الجنسية والإثارة.
كما تشير نتائج الدراسات الجديدة في علوم الجنس على أن قلة النوم تُقلل من معدّل الهرمونات الأندروجينية المسؤولة عن الرغبة الجنسية والإثارة.
وتم القدرة على البلوغ إلى نتيجة مفادها أن ساعة إضافية من النوم للأنثى تزيد من فرصة إعتياد أداء الجنس في اليوم المقبل بكمية 14 ٪ وتجعلها أكثر جهوزية للجماع وأكثر سهولة في تحفيز المستعملين التناسلية.
كما يقدم نصح د. عويل المرأة بتخصيص وقت لنفسها عبر التخفيف من الواجبات المنزلية وتأجيل بعضها الآخر، فكل ساعة إضافية تخصصها لنفسها تساعدها على استعادة حيويتها ونشاطها وقوتها.
ويؤكد د. عويل أنه عند شعور المرأة بهبوط الرغبة الجنسية فوق منها ألا تحد من شأن المتشكلة، أو أن تنتظر أنها ستُحل من نفسها مع الدهر، إلا أن عليها عدم التردد في دعوة المساعدة التخصصية، لأن الإحجام عن إعتياد تأدية الجنس سوف يتعمق مع الزمن وستأتي نتائجه الضارة على المستويات المتغايرة والتي ستعقد الإشكالية وتُصعّب من حلها.
ومن جهة آخر يرى د. عويل أن انخفاض الرغبة الجنسية للمرأة مرة تلو الأخرى ربما أن يكون وراءه عدم رضاها عن إعتياد تأدية الجنس مع الشريك وعدم تلبيته لرغباتها وتخيلاتها، وفي هذه الوضعية ينبغي أن عدم تعليق أسباب تضاؤل الرغبة على الشغل أو العمل، لكن بالحديث بصراحة مع الشريك، والبحث عن استشارة تخصصية لكما.
كما من المحتمل أن يكون تبرير عدم حضور الرغبة الجنسية التربية الخاطئة أو الفهم الخاطئ للتدين، أو الخبرات السيئة في الفائت والأحداث الأخرى المترسخة في النفس.
كيف تجددين الشهوة الجنسية في نفسك؟
يرى د. عويل أن ذلك يكون بالتدريب على الشعور بالسعادة والمتعة، وهو ما يساعد على التقليص من تأثير الكورتيزول، فالمتعة هي الخطوة الأولى لحث الرغبة ومنها لإتيان اللذة.
ويشير حتّى التدرب على السعادة ليس له برنامج مقيد بخطوات معينة، وإنما يكون بأن تسمح المرأة لنفسها بتجريب الحصول على المتعة بواسطة السكون والسُّكون أدنى الدوش، أو التدليك، أو التعرض للشمس، أو السير على مهل، أو بالتجمل ووضع المكياج.
ويختم حواره بالقول بأن الكيفية لا تهم، وإنما المادي هو أن تعرف المرأة كيف تحفز في نفسها الشعور باللذة والسعادة، ولا ضير أن يشاركها بذلك شريكها، المسألة الذي يجعلها أكثر جهوزية لاقتفاء طريقها، والتمهيد لللذة المنشودة.